ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻷﺟﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﻻ ﺣﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﺒﻴﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺳﹷﻨﹹﺮِﻳﻬﹻﻢْ ﺁﻳﹷﺎﺗﹻﻨﹷﺎ ﻓﹻﻲ ﺍﻝْﺁﻓﹷﺎﻕِ ﻭَﻓﹻﻲ ﺃَﻥْﻓﹹﺴﹻﻬﹻﻢْ ﺣﹷﺘَّﻰ ﻳﹷﺘﹷﺒﹷﻴَّﻦَ ﻟﹷﻬﹹﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﺍﻝْﺣﹷﻖُّ ﺃَﻭَﻟﹷﻢْ ﻳﹷﻚْﻑِ ﺑﹻﺮَﺑِّﻚَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻋﹷﻠﹷﻰ ﻛﹹﻞِّ ﺷﹷﻲْﺀٍ ﺷﹷﻬﹻﻴﺪٌ) (ﻓﺼﻠﺖ:53) ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﺭﺍﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺃَﻓﹷﻼ ﻳﹷﺘﹷﺪَﺑَّﺮُﻭﻥَ ﺍﻝْﻗﹹﺮْﺁﻥَ ﺃَﻡْ ﻋﹷﻠﹷﻰ ﻗﹹﻠﹹﻮﺏٍ ﺃَﻕْﻓﹷﺎﻟﹹﻬﹷﺎ) (ﻣﺤﻤﺪ:24) ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻟﺬﺍ ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻋﻠﻢ .
ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﻉﺟﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻖﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ :
ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺃﻋﺼﺎﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ : ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺃﻋﺼﺎﺏ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻓﻘﻂ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺃﻛﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﻠﺪﻩ ﻳﺒﺪﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻠﺪﺍً ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺴﺘﻤﺮ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛﹷﻔﹷﺮُﻭﺍْ ﺑﹻﺂﻳﹷﺎﺗﹻﻨﹷﺎ ﺳﹷﻮْﻑَ ﻧﹹﺺْﻟﹻﻴﻬﹻﻢْ ﻧﹷﺎﺭًﺍ ﻛﹹﻠَّﻤﹷﺎ ﻧﹷﻀﹻﺠﹷﺖْ ﺟﹹﻠﹹﻮﺩُﻫﹹﻢْ ﺑﹷﺪَّﻝْﻧﹷﺎﻫﹹﻢْ ﺟﹹﻠﹹﻮﺩًﺍ ﻏﹷﻲْﺭَﻫﹷﺎ ﻟﹻﻴﹷﺬُﻭﻗﹹﻮﺍْ ﺍﻝْﻋﹷﺬَﺍﺏَ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﹽﻪَ ﻛﹷﺎﻥَ ﻋﹷﺰِﻳﺰًﺍ ﺣﹷﻜﹻﻴﻤﹱﺎ ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 56 ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﺳﹹﻘﹹﻮﺍ ﻣﹷﺎﺀ ﺣﹷﻤﹻﻴﻤﹱﺎ ﻓﹷﻘﹷﻄَّﻊَ ﺃَﻡْﻋﹷﺎﺀﻫﹹﻢْ ) ﻣﺤﻤﺪ: 15 ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎ ﻗﻄﻊ ﺃﻣﻌﺎﺀﻫﻢ ؟ ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺗﺸﺮﻳﺤﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻋﺼﺎﺏ ﻟﻺﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺑﺎﻷﻣﻌﺎﺀ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﻘﻄﻊ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻵﻻﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺤﺲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺨﻨﺎﺟﺮ ﻓﻮﺻﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻭﺻﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺻﻔﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺳﺮ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ .
ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻮﻥ :
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ 18 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻷﺭﺽ 15 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ 12 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭَﺍﻟﺸَّﻢْﺱُ ﺗﹷﺞْﺭِﻱ ﻟﹻﻤﹹﺲْﺗﹷﻘﹷﺮٍّ ﻟَّﻬﹷﺎ ﺫَﻟﹻﻚَ ﺗﹷﻖْﺩِﻳﺮُ ﺍﻝْﻋﹷﺰِﻳﺰِ ﺍﻝْﻋﹷﻠﹻﻴﻢِ * ﻭَﺍﻝْﻗﹷﻤﹷﺮَ ﻗﹷﺪَّﺭْﻧﹷﺎﻩُ ﻣﹷﻨﹷﺎﺯِﻝَ ﺣﹷﺘَّﻰ ﻋﹷﺎﺩَ ﻛﹷﺎﻝْﻋﹹﺮْﺟﹹﻮﻥِ ﺍﻝْﻗﹷﺪِﻳﻢِ * ﻟﹷﺎ ﺍﻟﺸَّﻢْﺱُ ﻳﹷﻨﺒﹷﻐﹻﻲ ﻟﹷﻬﹷﺎ ﺃَﻥ ﺗﹹﺪْﺭِﻙَ ﺍﻝْﻗﹷﻤﹷﺮَ ﻭَﻟﹷﺎ ﺍﻟﻠَّﻲْﻝُ ﺳﹷﺎﺑﹻﻖُ ﺍﻟﻨَّﻬﹷﺎﺭِ ﻭَﻛﹹﻞٌّ ﻓﹻﻲ ﻓﹷﻠﹷﻚٍ ﻳﹷﺲْﺑﹷﺤﹹﻮﻥَ ) ﻋﻠﻲّ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﻋﻠﻲّ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ؟ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﹽﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﹽﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﻭَﺍﻟﺸَّﻢْﺱُ ﺗﹷﺞْﺭِﻱ ﻟﹻﻤﹹﺲْﺗﹷﻘﹷﺮٍّ ﻟَّﻬﹷﺎ ) ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﻟﹷﺎ ﺍﻟﺸَّﻢْﺱُ ﻳﹷﻨﺒﹷﻐﹻﻲ ﻟﹷﻬﹷﺎ ﺃَﻥ ﺗﹹﺪْﺭِﻙَ ﺍﻝْﻗﹷﻤﹷﺮَ ) ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ ؟ .. ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻷﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ 18 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻭﺍﻷﺭﺽ 15 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ 12 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ؟ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ؟ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﺝ ﻳﻠﻒ ﻭﻻ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﺮﻱ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻌﻪ ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ , ﺍﻟﺸﻤﺲ , ﺍﻷﺭﺽ , ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﺠﺮﻱ ﻟﻮ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺳﺮﻋﺎﺗﻬﺎ.. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ؟ ﻧﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ! ﻭﻳﺠﺊ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ؟ ﻧﻘﻮﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺿﺎﻋﺖ ..! ﻣﻦ ﺃﺟﺮﻯ ﻛﻞ ﻛﻮﻛﺐ ؟ ( ﻭَﻛﹹﻞٌّ ﻓﹻﻲ ﻓﹷﻠﹷﻚٍ ﻳﹷﺲْﺑﹷﺤﹹﻮﻥَ ) ﻳﺴﺒﺢ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭﻩ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺻﻨﻊ ﻣﻦ ؟ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ! ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻡ ﻻ ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺻﺪﻓﺔ ؟ .. ﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﺮﻳﺪ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻱّ .. ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺭ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺃﺟﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ.
ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ :
ﻗﺎﻝ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .. ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺳﺘﺮﻭﺥ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ .. ﻗﺎﻝ : ﻟﻘﺪ ﺃﺟﺮﻳﻨﺎ ﺃﺑﺤﺎﺛﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺑﺤﺎﺛﺎ ﻣﻌﻤﻠﻴﺔ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ .. ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻤﻴﺰ .. ﺇﻥ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻴﺘﺮﻭﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺤﺪ ﻓﻬﻲ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﺃَﻧﺰَﻝْﻧﹷﺎ ﺍﻝْﺣﹷﺪِﻳﺪَ ﻓﹻﻴﻪِ ﺑﹷﺄْﺱٌ ﺷﹷﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣﹷﻨﹷﺎﻓﹻﻊُ ﻟﹻﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟﹻﻴﹷﻊْﻟﹷﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣﹷﻦ ﻳﹷﻨﺼﹹﺮُﻩُ ﻭَﺭُﺳﹹﻠﹷﻪُ ﺑﹻﺎﻝْﻏﹷﻲْﺏِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗﹷﻮِﻱٌّ ﻋﹷﺰِﻳﺰٌ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ : 25
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ :
ﻭﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻳﺸﻒ ﺑﻪ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﻨﺬﺭ ﺑﻪ ﻗﻮﻣﺎً ﻟﺪﺍً ، ﻓﻴﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﻨﻈﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﻀﺒﻂ ﺑﻪ ﺟﻤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻃﺎﻫﺮ ﻣﻨﻈﻢ ﺗﻌﻤﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻳﻔﺠﺮ ﻟﻨﺎ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻳﺤﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ، ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻧﻮﺭ ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ .. ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺑﻪ ﻭﺍﺟﻌﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻓﻮﻋﺎﻩ ﻭﺣﻔﻈﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻪ .. ﻳﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺳﻤﻴﻊ ﻣﺠﻴﺐ ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .